Popular Posts

Friday, March 18, 2011

Wael Ghonim: Inside the Egyptian revolution

المغرب يستبق التظاهر بإنشاء "الوسيط"

المغرب يستبق التظاهر بإنشاء "الوسيط"

من المظاهرات التي شهدتها الرباط في 20 فبراير الماضي (الجزيرة نت-أرشيف)

أعلن في المغرب إنشاء مؤسسة حقوقية أطلق عليها اسم مؤسسة "الوسيط" لتحل محل ما كان يعرف بديوان المظالم، ومندوبية وزارية لحقوق الإنسان، وذلك قبل أقل من يومين على موجة المظاهرات الجديدة التي دعت إلهيا حركة 20 فبراير للمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية جذرية.
فقد عين العاهل المغربي الملك محمد السادس على رأس مؤسسة الوسيط عبد العزيز بنزاكور، فيما عين المحجوب الهيبة مندوبا وزاريا لحقوق الإنسان.

زيادة في استخدام الإنترنت بمصر

زيادة في استخدام الإنترنت بمصر
الإنترنت لعب دورا كبيرا في الإطاحة بحسني مبارك (الفرنسية-أرشيف)

كشف تقرير مصري أن عدد مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر زاد في أعقاب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابقحسني مبارك، مؤكدا أيضا تغير نمط اهتمامات هؤلاء بمحتويات الإنترنت.
وجاء بتقرير أعدته شركة تكنو وايرلس المتخصصة في التسويق الإلكتروني وشبكات الهاتف المحمول، أن عدد مستخدمي الإنترنت قبل الثورة كان يبلغ 21.2 مليون شخص لكنهم وصلوا إلى 23.1 مليونا بعد هذا التاريخ بزيادة نسبتها 8.9% أو ما يعادل 1.9 مليون مستخدم.
وأفاد بتزايد فترات استخدام شبكة الإنترنت، إذ أصبح المستخدم بمصر يقضي 1800 دقيقة شهريا على الشبكة بعد الثورة مقارنة مع تسعمائة دقيقة قبلها.
وتناول التقرير بالتفصيل حجم الزيادة باستخدام ثلاثة مواقع كان لها أثر كبير في الانتفاضة الشعبية ضد مبارك وهي فيسبوك وتويتر، بالإضافة إلى موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو.
وذكر أن عدد مستخدمي فيسبوك قبل 25 يناير/ كانون الثاني كان 4.2 ملايين شخص، لكنه ارتفع بعد الثورة إلى 5.2 ملايين (23.8%) أما تويتر فكان عدد مستخدميه قبل الثورة 26800 مستخدم زاد بعدها إلى 44200.
كما ذكر التقرير أنه خلال الأسبوع الأول من الثورة تمت مشاهدة 8.7 ملايين صفحة على موقع يوتيوب من قبل مستخدمين مصريين رغم قطع السلطات خدمات الإنترنت بجميع ربوع البلاد من 28 يناير/ كانون الثاني حتى الأول من فبراير/ شباط.
ومن جهة أخرى، رصد التقرير -الذي صدر في عشرين صفحة- اختلافا في سلوكيات المستخدمين المصريين على الإنترنت بعد 25 يناير/ كانون الثاني، مشيرا إلى أنهم كانوا قبل هذا التاريخ "أكثر اهتماما بالترفيه" أما بعد الثورة فقد أصبحوا "أكثر دراية بكيفية استخدام أدوات الإنترنت".
وقال إنه لأول مرة تعلم المتصفحون استخدام المواقع الوسيطة والتغلب على تعطيل الشبكات الاجتماعية والبحث عن الأخبار ذات المصداقية والتركيز على إيجاد مصادر للمتابعة الحية.
الشاب وائل غنيم صاحب الدعوة إلى المظاهرات الحالية في مصر (وكالات-أرشيف)
توقعاتوقال رئيس مجلس إدارة تكنو وايرلس مصطفى أبو جمرة إن الشركة تتوقع قفزات واسعة في نشاط أعمال الإنترنت في مصر بصفة خاصة.
وبدوره يرى المدير التنفيذي لغوغل بمصر وشمال أفريقيا، وائل الفخراني أن يكون لهذه الزيادة في أعداد المستخدمين مردود جيد على سوق الإنترنت.  
وعلق الخبير الإعلامي المصري ياسر عبد العزيز بالقول "شبكة الإنترنت باتت إحدى أدوات التغيير والفعل السياسي وهذا ما يبرر التصاعد الكبير في أعداد المستخدمين وتوقيت البقاء على الشبكة من جهة والتغير في نمط الاستخدام من جهة أخرى".
وأضاف أنه في أوقات الغموض والخطر والتغيير السياسي وتكوين المواقف يكون من الطبيعي أن يلجأ الجمهور إلى مصادر إخبارية بينما تتراجع معدلات التعرض للمحتوى الترفيهي، مشيرا إلى أنه بعد سنوات من سيطرة المحتوى الترفيهي والرياضي والديني لمشهد الإنترنت يتعاظم دور المحتوى الإخباري بسبب عودة السياسة إلى الشارع.

Thursday, March 17, 2011

فيسبوك.. ثورة المثقفين على الحكام

فيسبوك.. ثورة المثقفين على الحكام

من حوار مفترض على فيسبوك بين القادة المخلوعين وحاشيتهم (الجزيرة نت)

فاتنة الغرة
أصبح فيسبوك واحدا من أهم موارد الأخبار عن الثورات التي تندد وتطيح بالحكام العرب واحدا تلو الآخر وكأنهم أحجار الدومينو، وتنوعت مشاركات المثقفين بشكل خاص في هذا العالم الافتراضي ما بين التحليل السياسي -الذي نجدهم يضارعون فيه أهل السياسة- والنكتة التي يتم تداولها بسرعة البرق، والتي تعتبر متنفساً شعبيا ونخبويا أيضا.
ولا يستطيع المثقف الحقيقي الانفصال عن واقع مجتمعه، فهو يشارك بالفعل قولا أو تحليلا. وقد شهدت صفحات المثقفين الكثير من هذه التحليلات التي تختلف في تناولها.
وفي هذا السياق مثلا, يأتي ما كتبته الناشرة والروائية اللبنانية لينا كريدية على صفحتها عن ثروات الحكام، في تحليل لما تقوم به أميركا والدول الغريبة من تجميد أرصدتهم، فقالت "السرعة الخارقة لتجميد أرصدة رجال الأنظمة الساقطة في أوروبا وأميركا، هدفه المفاوضة اللاحقة على نسبة ممكن أن تتجاوز الثلث للإفراج عن هذه الحسابات، كما حصل سابقا عدة مرات، وأحيانا تتجاوز النسبة النصف، يعني الموضوع مش كتير حسن نوايا غربية".
صندوق الشعبوشاركها الشاعر المصري فريد أبو سعدة في الكتابة عن هذه الثروات من زاوية أخرى، فتقدم باقتراح مهم يقول فيه "أقترح إنشاء صندوق يسمى "صندوق الشعب"، توضع فيه الأموال التي نهبت من الشعب وتمت استعادتها، ويكون له مجلس إدارة مستقل، دون ولاية من وزارة المالية، وتكون واجباته الأساسية دفع ديون مصر الخارجية، وتمويل المشروعات الصغيرة للشباب".
في حين نجد الشاعر المصري ياسر الزيات يتناول قضية الجالية المصرية في ليبيا والأزمة التي تعيشها، متنبئا ربما بسقوط حكومة شفيق التي سقطت فيما بعد, فيقول "أزمة إنسانية متفاقمة للمصريين النازحين على الحدود التونسية، لم تتدخل حكومة شفيق، ولم يتدخل المجلس العسكري لإقالة حكومة شفيق، مواطنونا ليسوا حيوانات لنتركهم هكذا".

من صور الثورة المصرية على فيسبوك وكيف حمى الثائرون أنفسهم
أما الشاعر العراقي باسم الأنصار فقد حلل واقع الخلافات العربية، مستشرفا ما سيأتي بعد التحرير، حيث كتب "بعد إزالة الأنظمة العربية العفنة، سنرى السني والشيعي معا، المسلم والمسيحي معا، القبائل معاً، سيرى العالم أن كل المشاكل بين هذه الأطراف هي أكاذيب وأوهام خلقتها الصورة الاستشراقية لهم، بالإضافة إلى الأنظمة الدكتاتورية، وسيرى العالم أن روح المحبة والتسامح والتعاون بين شعوب المنطقة هي أكبر مما يتصورون".
روح الحريةولا يكاد يختلف اثنان على أن هذه الثورات خلقت روحا عند الشعوب لم تكن تدرك وجودها فيها من قبل، روح الحرية الحقيقية وكأنهم نفضوا عن كاهلهم أغلال تاريخ من الاضطهاد، ونرى هذا في حالة الشاعر السعودي أحمد الملا وما كتبه عن الثورات "من الذي يميز بين ثورة عربية وأخرى كأن يصم الثورة التونسية بالعمالة، أو المصرية بالأجندة الخارجية، أو الليبية بالهلوسة والمخدرات، أو اليمنية بالفوضى وتفتيت الدولة، أو البحرينية بالطائفية، أو العمانية بالتخريب، هي ثورات وطنية بمطالب مشروعة للحرية والعدالة".
وبدوره عبر الناشر الأردني جهاد أبو حشيش عن هذه الحالة من الكرامة والعزة التي يستشعرها المواطن العربي، حيث كتب إبّان الثورة المصرية "في ميدان التحرير يُخلق نبض ووعي مغايران، وعي كسر حاجز الخوف ولم يتلوث بأيديولوجيات القوى وخرابها، إنه وعي بكر، مختلف، يتمسك بحقه في صناعة عالمه".
وكعادة الشاعر اليمني فتحي أبو النصر في إثارة الشغب الجميل في حالاته وتعليقاته، يشاغب هنا ساخرا من خطاب القذافي الذي شتم فيه شعبه بمختلف الألقاب النابية، فكتب معلقا "المجد للجرذان الثورية، لفئران الكرامة والعدالة، كما لكل مهلوس ضد القهر والفساد والاستبداد، لقد جعلنا القذافي البغيض بتلك الأوصاف نكتشف في سيكولوجيتنا أبعاداً أخرى أشد روعة".
ميدان الشعرولم يغب الشعر عن ساحة فيسبوك، فقد ساهمت الثورات في غربلة المبدعين لمخزونهم الإبداعي، فخرجت بعض النصوص التي تحاكي واقع الغليان الذي تشهده الساحة العربية، وهذا ما دفع الشاعر السوري الكبير أدونيس -الذي لم ينج من شرك فيسبوك- لكتابة مقاطع من نص شعري له على صفحته، معبرا عن التحامه مع ما يحدث، حيث يقول:
"أمةٌ– غابةٌ، ذبحتْ طيرَها
لترى في دَم المذبَحة
كيف يجتَرُّ جسمُ الطبيعةِ ذاكرةَ الأجنحة".

وشارك الشاعر الفلسطيني غسان زقطان في دعم الشباب المنتفض في الميادين، حيث يقول:
"وماذا يظلّ؟
القليل القليل وقمصانهم، قماش على شجر ينتشر
وقمصانهم راية لا تشدّ.. بغير الشجر
ولا تستردّ، ولكنها تنتصر".

وهي رغبة عبرت عنها الشاعرة المصرية فاطمة قنديل في أمنيتها التي سجلتها شعريا قائلة:
"أريد أن أكتب شعرا عن الثورة، شعرا لا يهتفون به
أريد أن أكتب شعرا
يلف الميدان في أواخر الليل
ليمسح بقع دماء لم يلحظوها في النهار
في برد أواخر الليل
ليطمئن أنهم قد أحكموا الأربطة على أبواب خيامهم".

أما الشاعر اللبناني جو غانم -الذي كانت صفحته على الدوام ميدان تحرير منتفضا- فقد كتب شعريا صارخا في الجميع:
"كلّهم طُغاة, كلّنا طُغاة.
وحدهُ الذي يسقط, يصبح طاغيةً سابقًا
يتحرَّر مِنْ نفسه -بالقوّة طبعًا-
ويتحوّل إلى ضحيّة جديدةٍ
لضحايا سابقين، لطُغاة جُدد.
أيُّها العالَم: أنت مُقزّز.
أيّها الحُبّ: كيف استطعتَ العيش في هذا الخراب؟".


من الصور الشهيرة التي تم تداولها على صفحات فيسبوك
القذافي يتصدر
وقد تصدّر القذافي صفحات المثقفين دون استثناء، خاصة في متابعتهم لخطاباته وتعليقهم عليها، الأمر الذي كان أرضا خصبة لتأليف النكات وتبادل الفيديوهات الضاحكة التي تتركز في معظمها على مقاطع من خطاباته تمت دبلجتها مرة مع مقطع من مسرحية الزعيم لعادل إمام، وأخرى مع "أغنية راب" عربية، وربما كان من أشهر ما يتم تداوله وتحديثه على الصفحات النكتة التي تقول "القذافي لما مات جاله مبارك وسأله: سم ولا منصة ولا فيسبوك، نظر إليهم وقال: من أنتم؟".
 
‎صدمة القاضيومن النوادر الحقيقية التي رصدناها، صدمة القاص الفلسطيني زياد خداش بتشبيهه شكلا بالقذافي، حيث قال "صديق ما على فيسبوك صباحا جدا، قال لي مازحا: (زياد ملامحك تشبه القذافي جدا) فحذفته شر حذفة. لم أتناول طعاما حتى اللحظة، وأظن أنني سوف أتغيب عن العمل غدا، وربما أفكر في عملية تجميل الأسبوع القادم. وهناك احتمال لأن أصاب بنوبة بكاء أو قلب هذه الليلة".
وقد أصبحت أقوال القذافي ثوابت فكاهية على صفحات فيسبوك من أمثال قوله "للمرأة حق الترشح سواء كانت ذكرا أو أنثى"، ومقولته "أيها الشعب، لولا الكهرباء لجلسنا نشاهد التلفاز في الظلام".
كلمات العقيدوصار تحوير خطابات القذافي هواية لدى محبي النكتة، حيث نجد هذا التحذير الذي يتناوله الكثيرون على صفحات فيسبوك "للناس اللي مش بتعمل لايك لكومنتاتي وصوري، ستندمون حين لا ينفع الندم، من أنتم، من أنتم، دقت ساعة الديليت، دقت ساعة البلوك، لا رجوع، إلى الأمام، إلى الأمام.. لايك.. لايك.. لايك".
وهكذا مثلما كان فيسبوك مهداً لثورة عبرت الوطن العربي كما تعبر النار في الهشيم، كان أيضا صانعا للأخبار والنكات والتحليلات السياسية، وكان بمثابة ساحة حرم منها المثقفون طويلا.

Friday, March 11, 2011

حركة 20 فبراير بالمغرب

حركة 20 فبراير بالمغرب
شعار الحركة على صفحتها بموقع فيسبوك
تضم حركة 20 فبراير/شباط نشطاء من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على شبكة الإنترنت يطالبون بإصلاحات في المغرب, وقد انضمت لها قوى سياسية وحقوقية.
وتقول الحركة إن أعضاءها هم من المغاربة الذين يؤمنون بالتغيير, وهدفهم العيش بكرامة في "مغرب حر وديمقراطي", وتؤكد استقلاليتها عن كل التنظيمات والأحزاب السياسية.
وكانت الحركة وراء خروج المواطنين في 20 فبراير/شباط 2011 في مظاهرات بالمغرب للمطالبة بدستور جديد يمثل الإرادة الحقيقية للشعب، وحل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تخضع لإرادة الشعب.
كما طالبت الحركة بقضاء مستقل ونزيه، ومحاكمة من وصفتهم بالمتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب ثروات البلاد، والاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، مع الاهتمام بالخصوصية المغربية لغة وتاريخا وثقافة.
وطالبت حركة 20 فبراير/شباط بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وإطلاق الحريات، وتشغيل العاطلين عن العمل، وضمان حياة كريمة والحد من غلاء المعيشة ورفع الأجور وتعميم الخدمات الاجتماعية.
ويرى المراقبون أن الحركة أصبحت تحتل حيزا مهما على الساحة المغربية خاصة بعد أن حصلت على دعم أكثر من عشرين منظمة مغربية من بينها أحزاب سياسية وجمعيات حقوقية ونقابات مهنية وجماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة.
كما تمكنت الحركة من الحصول على دعم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو أحد أحزاب التحالف الحكومي, إضافة إلى تأييد نحو ثلاثين ألف شخص على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على شبكة الإنترنت.

Wednesday, March 09, 2011

دور الجزيرة والمدونين في التغيير

دور الجزيرة والمدونين في التغيير
صفحة المقال الذي تحدث عن دور الجزيرة والمدونين في ثورات العالم العربي (الجزيرة)

أسامة عباس–براغ

نشرت صحيفة ملاذا فرونتا التشيكية -الأكثر شعبية- مقالا لمحررها في شؤون الشرق الأوسط بافيل نوفوتني، تناول فيه دور قناة الجزيرة والمدونين والمواقع الاجتماعية في التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط.
وجاء هذا المقال على غير العادة، خاصة وأن الصحيفة دأبت في خطها التحريري على معاداة قناة الجزيرة والمسلمين والعرب وربطهم بالمتطرفين، أو وصف القناة في بعض الأحيان بالناطقة باسم القاعدة.
وبدأ نوفوتني مقالته في صفحة "حول العالم" بقوله "قديما كان يكفي حكام الشرق الأوسط المهيمنين إعطاء الأوامر للتلفزيون المحلي لعرض ما يوافق توجهاتهم وآراءهم على أنها واجبات الإعلام".
بيد أن "ظهور قناة الجزيرة وكذلك المواقع الاجتماعية العالمية للإنترنت والمدونين عكر على هؤلاء الحكام طريقة حكمهم".
ويتابع نوفوتني -بعد سرد تاريخ ومكان تمركز قناة الجزيرة- أن لهذه القناة التي تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي دورا أساسيا في الثورتين التونسية والمصرية، الأمر الذي دفع بالقذافي ونظامه إلى مهاجمتها والتنديد بها، بعد أن قلبت كل الأساسيات المعروفة في مجال الإعلام العربي.
ويضيف الكاتب أن الجزيرة أصبحت من أهم مصادر الإعلام للمشاهد العربي، الأمر الذي أوجد لها الكثير من الأعداء في منطقة الشرق الأوسط، وهذا بحد ذاته يعد في اللغة الإعلامية نجاحا كبيرا، حسب قوله.
ويستشهد الكاتب بما قاله شادي حميد من "معهد بروكينغز" في فرعه بقطر من أن هذه المحطة وصفت وبوضوح الأوضاع الحقيقية الخطيرة للتونسيين والمصريين، وشرحت للجمهور العربي تفاصيل الأحداث الحالية، التي تخطت إطار الاعتراضات والمظاهرات الاعتيادية لتكون أحداثا تاريخية في العالم العربي.
وفي تفصيل هذه النقطة، يقول الكاتب إنه ليس من الغريب قيام نظام حسني مباركالمخلوع وبشتى الوسائل بإيقاف بث الجزيرة واعتقال بعض العاملين في طاقمها.
وبالإضافة إلى ذلك، بث النظام المصري عبر التلفزيون الرسمي أنباء كاذبة ودعايات مغرضة ليس فقط بحق الجزيرة، بل أيضا بحق المراسلين الأجانب الذين قاموا بتغطية أحداث الثورة المصرية.
كما عملت السلطات هناك على قطع شبكات الاتصال والإنترنت، مما أدى إلى تشويه سمعة النظام ليس في نظر المصريين فحسب بل وفي نظر العالم أجمع.
تقنيات الاتصال الحديثة كسرت الرقابة على وسائل الإعلام (الجزيرة-أرشيف)
التكنولوجيا والشبابويشرح نوفوتني الطرق الحديثة التي استخدمها الجيل العربي الشاب الذي اعتمد على الإعلام التكنولوجي في مجال التواصل ونقل الصور ومقاطع الفيديو من الهواتف النقالة.
ويشبه هذه الحالة بما حدث في نهاية السبعينيات من القرن الماضي في إيران عندما أطاحت الثورة الإسلامية هناك بحكم الشاه.
وقال الكاتب إن تهريب أشرطة تسجيل بصوت آية الله الخميني حينها كان له دور كبير في نجاح الثورة عام 1979.
وقد طبق الشباب العربي نفس المبدأ حينما استعملوا التقنيات الحديثة بدءا من الهاتف النقال إلى شبكات التواصل الاجتماعي، التي مكنتهم من المحادثة والدعوة والاتفاق على أساليب متعددة للتظاهر والاحتجاج، بتواصل سريع ودون عوائق.
الشباب وظفوا مواقع التواصل الاجتماعي لنقل أخبارهم إلى العالم (الجزيرة-أرشيف)
الثوار الجددويختم نوفوتني مقالته بالتوضيح للقارئ أن الجيل -الذي يسميه جيل فيسبوك من الثوار العرب- لا يختلف بوضعه الحالي عن الذي سبقه في الاحتجاجات والاضطرابات عام 2009 في إيران عقب الانتخابات الرئاسية هناك.
وقال إن الشباب الإيراني وظف مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال كل ما يحدث محليا، وليشاهد العالم الأخبار والصور ومقاطع الفيديو بشكل غير مسبوق، الأمر الذي استفاد منه من سماهم "الثوار العرب الجدد".
ويضيف الكاتب التشيكي أن البلدان التي تسيطر على وسائل الإعلام بالكامل يكون المتنفس الوحيد فيها للناس هو مدونات المعارضين، كما كان الحال في مصر وتونس وإيران والجزائر وحتى في الصين.
وقال إن المدونين يجدون في صفحات الإنترنت فضاء للتعبير عن آرائهم ونشر مقالاتهم التي تصبح مصدرا للمعلومات الموضوعية إلى حد ما تأخذ بها أيضا وسائل إعلام ضخمة بحجم قناة الجزيرة.

Tuesday, March 01, 2011

مطالب بسيطة جدا and Social Media



هناك من يطالب بتغيير الدستور وإسقاط الحكومة وتجريد برلمانيي مجلس النواب ومستشاري الغرفة الثانية من حصانتهم، وهناك من يحلم فقط بتغيير رئيس المجلس البلدي وعمدة المدينة أو موظف بسيط في مدينة منسية يتحكم في رقاب عباد الله ويبتزهم من أجل إعطائهم البطاقة الوطنية أو عقد الازدياد.
البعض عاتبنا لأننا انشغلنا بالكتابة حول الثورات العربية والمطالب الكبيرة للنخبة ونسينا مطالب الشعب البسيطة واليومية والمستعجلة.
وإذا كان شباب المدن الكبرى يستعملون الفيسبوك من أجل الدعوة إلى مسيرات احتجاجية من أجل إسقاط الحكومة، فإن شباب مدينة باب برد التابعة لإقليم شفشاون استعملوا الفيسبوك من أجل ضرب موعد لاقتحام اجتماع المجلس البلدي والمطالبة بالإطاحة بالرئيس مخلوف مرزوق الذي حول مدينتهم إلى منطقة منكوبة، واستدعاء قضاة المجلس الأعلى للحسابات ومفتشي الداخلية لفتح ملفات المجلس البلدي الذي لم يتقدم رئيسه قط أمام أعضائه بأية فاتورة تبرر نفقاته.
وهكذا اقتحم حوالي مائة شاب قاعة الاجتماع، مدعومين بثلاثة آلاف مواطن اجتمعوا خارج المجلس، وطالبوا برحيل الرئيس ونائبه الذي يوقع على الوثائق في دكانه.
أما شباب الفقيه بنصالح فيفكرون اليوم في إنشاء مجموعة على الفيسبوك، مهمـّتها الوحيدة هي مطالبة القضاء بمحاسبة رئيس المجلس البلدي.
فقد ضاق شباب الفقيه بنصالح ذرعا بالوضعية المزرية التي تعيشها مدينتهم رغم عائدات الضرائب والسوق الأسبوعي والعائدات اليومية للمجزرة وتحويلات المهاجرين المغاربة المنحدرين من المنطقة والذين يعدون بعشرات الآلاف، والتي لا يظهر لها أثر على البنيات التحتية للمدينة.
الأثر الإيجابي الوحيد الذي لاحظه هؤلاء الشباب هو ذلك الأثر الذي ظهر على رئيس المجلس البلدي الذي تحول من موظف بسيط في مركز الطاقات المتجددة بمراكش إلى برلماني ورئيس مجلس بلدي وواحد من مليارديرات المنطقة، يملك العقارات ومجموعة «بلادي». 
وإذا كان مواطنو الفقيه بنصالح يشكون من رئيس مجلسهم البلدي، فإن مواطني سلا يشكون من رئيس مصلحة بطاقات التعريف الوطنية، والذي تعود إجبارهم على دفع رسوم التمبر مرتين بحجة ضياع ملفاتهم.
الناس يطالبون بتغيير الدستور بينما المواطنون يستغربون كيف أن شكاواهم للإدارة العامة للأمن الوطني لم تفلح حتى في تغيير موظف بسيط يتحكم في بطاقاتهم الوطنية ويتصرف كما لو أنه سيمنحهم بطاقات «الغرين كارد» الأمريكية.
وربما يقول قائل كيف أننا في مغرب 2011، مغرب المطالبة بتغيير الدستور، لازلنا نعاني مع مشاكل الحصول على البطاقة الوطنية. نعم يا سيدي، لازال المغاربة يعانون ويبيتون الليالي أمام مقرات الأمن ويعطون الرشوة من أجل الحصول على بطاقتهم الوطنية، التي يعرف هؤلاء الموظفون المرتشون أنه بدونها يستحيل على المغاربة إنجاز الكثير من تعاملاتهم اليومية، ولذلك حولوا ملفات طلبات البطاقة الوطنية إلى وسيلة لابتزاز الناس وسرقة جيوبهم.
وبعيدا عن صخب المدن الكبيرة، هناك مواطنون يقطنون في قرية من قرى وادي زم اسمها أولاد بوغادي بقيادة بني خيران، وقف سكانها هذا الشهر مصعوقين من غلاء الفواتير التي أرسلها إليهم السي علي الفاسي الفهري، مدير المكتب الوطني للكهرباء.
فخلافا للمعتاد، اكتشف سكان هذه المنطقة أن الزيادة الصاروخية تتراوح ما بين 500 و1500 درهم للمشترك، رغم الفقر المدقع الذي يعيشه سكان هذه المنطقة المنسية.
والسبب هو أن السي علي الفاسي الفهري، الذي يشغل عائلته والمقربين منه في مراكز المسؤولية بالشركة الأم، لا يريد أن يشغل المزيد من المراقبين في وكالات مكتبه الوطني للكهرباء. وبسبب ذلك، فإن موظفي الوكالة ليست لديهم إمكانية المرور على البيوت لتسجيل الاستهلاك بانتظام، بسبب قلة عددهم، وهكذا يمر المستهلك البسيط من الشطر الأول إلى الشطر الثاني والثالث، وبذلك ترتفع فاتورة الاستهلاك ليربح المكتب الوطني ويصعق المواطن البسيط.
وهناك مواطنة فقيرة في هذه القيادة، تشتغل كخادمة في البيوت مقابل 300 درهم في الشهر، جاءتها فاتورة استهلاك قدرها 530 درهما. 
وليس شباب باب برد والفقيه بنصالح وحدهم من يستعدون لرفع راية الاحتجاج ضد رئيسي مجلسهم البلدي، بل حتى بعض سكان مراكش يستعدون للقيام باحتجاجات أمام مبنى محكمة الاستئناف للمطالبة باقتلاع جذور الوكيل العام للملك، عبد الإله المستاري، الذي خيم في منصبه لثلاثين سنة كاملة، رغم وصوله سن التقاعد القانوني.
إن أصل المشاكل الاجتماعية الاقتصادية في مراكش هو وجود هذا الشخص على رأس محكمة الاستئناف لثلاثة عقود جعلته يستفيد هو وزوجته، القاضية في المحكمة التجارية، وأبناؤه من امتيازات كبيرة بسبب خوف العديد من التجار ورجال الأعمال والمستثمرين من بطشه وقراراته وقسوة أحكامه ومزاجه المتقلب.
لقد أصبح عرض هذا الوكيل العام للملك على الطب النفسي مسألة مستعجلة، لأن أحكامه وقراراته الطائشة تعرض المدينة إلى احتقان شعبي هي في  غنى عنه، خصوصا في هذه الظروف العصيبة التي تشهد انتفاضة سكان الحي العسكري بسبب قرار ترحيلهم خارج مراكش، وما رافق ذلك من مصادمات.
وهذا ما دفع بعض القضاة وكتاب الضبط في محكمة الاستئناف إلى مراسلة الديوان الملكي بالرباط من أجل تخليصهم من هذا الوكيل العام للملك الذي أصبح يصدر أحكامه وقراراته وفق مزاجه الصباحي، خصوصا ضد القضاة الذين لا يسيرون وفق أهوائه والذين يبحث لهم عن أقل الهفوات وأبسطها لكي يجمد ترقياتهم وينقلهم إلى المناطق البعيدة.
والغريب في أمر السيد الوكيل العام للملك أنه يكون قاسيا شرسا في أحكامه ضد المواطنين العزل أو الذين لديه حسابات شخصية معهم، كالقضايا التي كان وراءها الرئيس الأول السابق هاشم العلوي، بينما يتحول فجأة إلى حمل وديع عندما يتعلق الأمر ببعض الأشخاص المنتمين إلى حزب الاستقلال أو رجال المال والأعمال الذين يبقي شكاياتهم في «الحفظ» والصون، إلى درجة أن كثيرين أصبحوا يتدخلون لديه بواسطة أقطاب حزب الاستقلال في المدينة نظرا إلى تأثيرهم الكبير عليه وعلى أحكامه.
أما في المحكمة الابتدائية بالرباط فالجميع يستغرب كيف أن رئيسها، الذي يأتي إلى مكتبه متأبطا وسادته المليئة بصرر «الحجابات»، لازال يحظى بحماية «لوبي» وزارة العدل، رغم استعماله للطرش والسب كوسيلة لفك مظالم عباد الله. ولم يبق أمام المحامين وبعض القضاة من حل للجم طيش هذا الرئيس سوى تنظيم وقفات احتجاجية ضده للمطالبة برحيله.
عندما يتأمل المرء خريطة الاحتجاجات والمطالب في المغرب، يزداد اقتناعا بأن المغرب أصبح مثل الأقرع «فين ما ضربتيه يسيل دمو».
فلكل جهة مطالبها ولكل جماعة أولوياتها. وعندما يحتج البعض على فواتير الكهرباء، فإن مستخدمي منتجع «مزاغان» يحتجون على منحهم 100 دولار للفرد من هبة تركها وراءه ملك السعودية، قيمتها ثلاثة ملايير سنتيم. فقد جمع المستخدمون الحساب واستنتجوا أن نصيبهم من الهبة الملكية هي مليون سنتيم للفرد، غير أن حفنة المدراء الفرنسيين الذين يديرون المنتجع «كوشت» على الهبة السخية وألقت إلى المستخدمين المغاربة بالفتات.
ويبقى أن هؤلاء المستخدمين أكثر حظا من العشرات من عناصر الأمن والدرك الذين «سهروا» على راحة وأمن الملك السعودي طيلة وجوده في المنتجع، والذين لم يتوصلوا بدرهم واحد من الهبة التي تركها لهم هذا الأخير، فقد قررت مصالح الأعمال الاجتماعية للأمن والدرك «مصادرة» هذه الهبة لكي تصرفها بمعرفتها، ربما على مسؤولين كبار «مبندين» في مكاتبهم بالرباط لم يبذلوا أي مجهود يذكر أثناء إقامة الملك السعودي في المنتجع.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تخلق فيها «بركات» الملك السعودي احتجاجات في دكالة، فقبل عشرين يوما تقريبا خرج المئات من المواطنين الفقراء يحتجون على المحسوبية التي عرفها توزيع منحة قدرها 45 مليونا على فقراء المنطقة. وبعدها مباشرة، خرجت احتجاجات أخرى معارضة تدعو إلى رفض صدقات ملك السعودية وتمكين المواطنين من الاستفادة من خيرات منطقتهم، خصوصا مقالع الرمال التي يستفيد منها جنرالات متقاعدون دون أن يدفعوا لوزارة التجهيز تعويضات عن أطنان الرمال التي يستخرجونها ويبيعونها كل يوم.
ونحن نتوصل بالبلاغات والبيانات والنداءات الداعية إلى التظاهر والاحتجاج، لا يسعنا سوى أن نقول لمن يديرون شؤون هذه البلاد «يحسن عوانكم»، فيبدو أن هذه الموجة من الاحتجاجات ليست سوى البداية «ومزال العاطي يعطي».
وشخصيا، أفضل أن أرى في هذه الهبات الشعبية جانبها الإيجابي، وخصوصا نجاحها في إيقاظ من يحكموننا من سباتهم العميق ودفعهم إلى النزول إلى الشارع للاستماع إلى نبضه، عوض الاكتفاء بقراءة التقارير الباردة والكاذبة التي تطمئنهم وتخبرهم بأن «الوضع تحت السيطرة».
My Google Profile