ع
ويعلق أحمد يوسف المتخصص في المواقع الالكترونية أن نشطاء الانترنت مثل كريم عامر مصرون على تغيير الواقع الاجتماعي مهما كانت العواقب، ولذلك فان المدونين رغم اختلافهم مع آراء كريم إلا أنهم ضد مبدأ الحبس نفسه، منطلقين في ذلك من رؤية أن من حقه وحقهم كمدونين أن يكتبوا ما يريدون حتى لو تضمن ذلك آراء ضد الأديان وضد المقدسات في حياتنا.
وأضاف: تناقشت مع عدد من هؤلاء النشطاء.. وسمعت منهم أن ما يكتبونه مجرد بوح مكتوب وانعكاس لما يقال أحيانا في الغرف المغلقة داخل المجتمع وتعبير عن آراء في الشارع حتى لو كانت نادرة.
ويرى أنه إذا كانت المدونات التي تقدم آراء مكتوبة تثير مثل هذه الضجة والاهتمام الآن، فان الكثير سينتج عن مدونات الفيديو وستصبح قنابل اعلامية مؤثرة ومثيرة في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن وضع قيود على المدونين سيقود إلى الحد من الحرية المتاحة للانترنت وهذا غير مطلوب أو مفيد.
ويعتقد أحمد يوسف أنه لابد من ابتداء من اعتراف مؤسسات وكليات الاعلام بالمدونات كاعلام بديل أوصحافة شعبية، فهذا من شأنه مساهمة هذه الجهات في تقديم هذه التجربة بالشكل الافضل عما عليه الآن، وبالتأكيد نحن امام اعلام بديل مع تطور عرض صور الفيديو وسهولته عبر مواقع الانترنت والتصوير بالهاتف المحمول التي ستكتسح الاعلام في العام الحالي.
وقال: ما يشغلنا حاليا هو السؤال عن مصداقية معلومات المدونات، من حيث صحة المعلومة أو أن الصور التي يعرضونها ليست مفبركة. كمتخصص لست متأكدا من الاجابة على ذلك، ومع هذا فان هناك اقبالا من الشباب وتعاطفا مع المدونين.
وأضاف: ليس عندي شيء استطيع ان اقوله بشأن ما يجب فعله تجاه كريم.. هذا يحتاج لوجهة نظر شرعية أو دينية، لكن الاعلاميين رافضون تماما لوضع شاب في السجن لمجرد أنه اعترف بإلحاده، ويرون أن ذلك مؤشر سلبي جدا للحرية والديمقراطية.
وأوضح أحمد يوسف: أنا شخصيا أعتقد أن على المدونين أن يعبروا عن آرائهم بحرية دون المساس بالأديان وبتقاليد المجتمع أو التهجم على الآخر، فللأسف هناك سلبيات في المدونات، ولا أرضى مثلا لأختى أن تقرأ بعضها بسبب احتوائها على ألفاظ جارحة، وعندما بحثت ذلك مع كبار المدونين جاء تبريرهم بأنها ألفاظ تشبه لغة الحكومة، لكني ضد هذا الأسلوب وضد التعدي على الأديان رغم انني من أنصار المدونات والليبرالية.
وأشار إلى أن الطريقة الأفضل للتعامل مع شاب صغير مثل كريم كانت تحتاج إلى بحوث مشتركة بين رجال القانون ورجال الدين، لأن حالته لا زالت مرتبكة حاليا، فهو مصر على "خطئه" وعلى آرائه الصادمة، وفي نفس الوقت محبوس 4 سنوات، وهناك خلفية اجتماعية لم يتم الانتباه لها، فمن الواضح أن تربيته الأسرية ولدت ضغطا شديدا عليه، بالاضافة إلى ضغوط شديدة واجهها في الأزهر، ومن ثم فقد تمرد لأنه مر بحالات خاصة.
عودة للأعلى
No comments:
Post a Comment