كبار الإعلاميين من جميع أنحاء العالم يشاركون في المنتدى (الجزيرة)
أشرف أصلان- الدوحة
انطلقت صباح الأحد بالدوحة فعاليات منتدى الجزيرة الإعلامي الثالث بجلسة نقاش ساخنة حول ما يعرف بإعلام العمق والصحافة الاستقصائية والمشكلات التي تعانيها في كل من العالمين المتقدم والنامي.
واتفق المشاركون على أن صحافة العمق تمثل هدفا مهما يجب أن يسعى إليه الإعلاميون في كل مكان رغم الضغوط المتسارعة في الداخل والخارج.
وضاح خنفر قال إن سرعة نقل الأحداث تساعد على السطحية (الجزيرة)
المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر اعتبر أن العالم يعيش الآن ما سماه عصر "الإعلام اللحظي" من خلال البث الحي والمباشر من مناطق الصراعات.
واعتبر أن السرعة في التناول تساعد على تسطيح الأمور والابتعاد عن العمق.
كما أشار إلى أن "الإعلام اللحظي" أعطى للساسة فرصة التراجع عن مواقفهم المعلنة سريعا, لكنه قال أيضا إن هناك قلة قليلة من وسائل الإعلام التي تضع العمق في مركز سياساتها التحريرية حيث يمكث الصحفيون أكثر في الميدان.
أما الخبير الإعلامي الأميركي سيمور هيرش أحد رواد الصحافة الاستقصائية فقام بالربط بين هجمات 11 سبتمبر/أيلول واتجاه الصحف نحو السطحية والبعد عن العمق، وأضاف أن وسائل الإعلام الأميركية مثلا ارتكبت أخطاء دبلوماسية ومهنية متعددة عند تغطية أحداث الحرب على العراق والوضع في فلسطين ولبنان وأفغانستان.
الإعلام الغربي
وقال هيرش إن على إعلام العمق أن يقوم بدور "ولي الأمر" ويقدم كل التفاصيل للمشاهد بكل حياد وتجرد. وأشار أيضا إلى أن وسائل الإعلام في الغرب لا تقدم الوجه الآخر للأحداث, فمثلا غالبية المشاهدين في الغرب لا تعرف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وبالكاد يعرف بعضهم موقع لبنان على الخريطة.
سيمور هيرش أكد أهمية دور مدوني الإنترنت (الجزيرة)
وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن إمكانية لجوء الصحفيين الأميركيين لمصادر غير أميركية لتحقيق الاستقصاء المطلوب، قال هيرش إنه يحاول أن يفعل ذلك لكنه أشار إلى ضرورة الاقتراب من المصادر الرسمية وكسب ثقتها.
كما اعتبر الصحفي الأميركي أن المدونين على شبكة الإنترنت يلعبون دورا مهما لتقريب المفاهيم وتكريس صحافة العمق في ظل ما وصفها بحالة الانفجار الإعلامي الراهن, لكنه قال إن الأمر سيأخذ بعض الوقت.
لكنه أبدى في ختام كلامه نزعة تشاؤمية وقال إنه لا يرى أفقا قريبا في إمكانية فهم الشرق والغرب لبعضهما بعضا.
صحافة سطحية
أما المراسل السابق لهيئة الإذاعة البريطانية مارتن بل فركز في كلمته على تغطية الإعلام الغربي للحرب على العراق، وقال إنها اتسمت بالسطحية الشديدة وكانت بعيدة تماما عن العمق. وقال إن "العالم الآن بات أكثر خطورة وهناك صعوبة متزايدة في تحقيق مفهوم صحافة العمق".
من ناحيته بدا الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي أكثر تشاؤما، وقال إن "الصحافة التي نتعامل معها الآن كلها صحافة مسطحة". وأشار إلى أن الإعلام يواجه ضغوط الحكومات في الداخل وقيودا أخرى تفرضها الدول الكبرى باسم مكافحة ما يسمى الإرهاب.
وضرب هويدي مثلا بتناول الإعلام للمبادرة العربية للسلام وكذلك ما يجري في إقليم دارفور غربي السودان, وأضاف أن أحدا "لا يعرف ما يجري خلف الكواليس, كما أن أحدا لم يستطع حتى الآن فهم أبعاد الصراع في جنوب وغرب السودان وعلاقة الدول الكبرى به".
ورأى الكاتب المصري أنه لا مجال للحديث عن صحافة العمق أثناء النقل السريع والمباشر للأحداث, مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يتحقق في مرحلة لاحقة.
أما الكاتب الصحفي اللبناني عبد الوهاب بدرخان فربط بين الصحافة في العالم العربي والعالم المتقدم، وقال إن الكل سواء فالصحافة المسطحة -برأيه- ليست ظاهرة عربية, ولكنها أيضا غربية.
وأشار بدرخان إلى أن الولايات المتحدة تحذو حذو الأنظمة العربية في التضييق على الحريات الصحفية والحد من تدفق المعلومات. واستشهد بحرب العراق التي يقول إن الأميركيين لا يعرفون حتى الآن لماذا شنت فضلا عن عدم معرفتهم بما يجري على الأرض هناك.
No comments:
Post a Comment