أشهر "البلوجرز" في مصر .. يؤيدون المعارضة .. عندا في الحكومة و"الإخوان" معا!
الأحد، 13 نوٍِفمبر 2005 - 21:56
بقلم: مي الحسيني
مواطنون فى زحمة القاهرة - تصوير دينا توفيق
محمد ورامي وزينب وتامر شباب مصريون مهتمون بالسياسة أو –لأكون أكثر دقة وتحديداً- مهتمون بواقعهم الاجتماعي ، ويرغبون في تحقيق حلم "التغيير " الذي أصبح يحاصرنا كالماء والهواء في الآونة الأخيرة ، ولكنهم يكشفون عن هذا الحلم وينفسون عنه بطريقتهم الخاصة .. "المدونات".
المدونات باختصار شديد- لمن لا يعرفها- هي مساحة للتعبير عن الرأي على الإنترنت يمكنك بسهولة انشائها عن طريق عدد من المواقع المخصصة لهذا الغرض، وهي تعرف بالإنجليزية باسم "Blogs" ويعرف من يحررها باسم المدون أو "Blogger".
الانتخابات اتخذت طابعاًَ ساخناً على صفحات المدونات قد توحي لمتصفحها أن شباب مصر جميعاً مهتمون بالسياسة الداخلية ومشاركون فيها إيجابياً ومؤيدون للمعارضة بشكل العام واليسار المصري على الأخص لا حباً فيها ولكن رفضاً "للناس التانيين" المتمثلين في الحكومة أساساً والإخوان المسلمين من جهة أخرى.
رامي شاب مصري مقيم في الخارج تحمل مدونته شعار "لنتعد الطبيعي" ، ويقول في مستهلها "لم يعد بقائنا صامتين كافياً لإنقاذ كرامتنا وإنسانيتنا وكرامة إخوتنا وإنسانيتهم ، لنكسر حاجز الصمت نحن الأغلبية العادية غير المتحزبة" ، ويناقش من خلالها أمنياته فيما يتعلق بانتخابات مجلس الشعب مشيراً إلى أنه "من زمان" لا يملك سوى التمني فيما يتعلق بها ، ويسر إلينا :"شيء مخجل: لم أدل بصوتي ولا مرة في حياتي في أي إنتخابات برلمانية ولا محلية ولا رئاسية...لا يبقى لي سوى أمنيات هي أشبه بعشم إبليس في الجنة!"
أمنيات رامي ببساطة كانت الفوز لأربعة مرشحين يري فيهم الأمل لغد أفضل هم الدكتور أحمد عبدالله لصدقه وصرامته وقدراته الخطابية وكمال خليل مرشح حزب التجمع المعارض لأن "المجلس في حاجة لبعض الاشتراكية في بلد يقبع تحت خط الفقر" على حد تعبيره ، والدكتورة منى مكرم عبيد لأنها تمثل بالنسبة له "توليفة نادرة من المستحيلات" لأنها سيدة "وكمان مسيحية" والدكتور أيمن نور "ليس لأنه الأكثر بريقاً ونجاحاً" ولكن لأنه يرى أنه برلماني ناجح ، والخسارة لوزير المالية يوسف بطرس غالي والسيد كمال الشاذلي ومجدي حسين لأسباب رأى عدم ضرورة ذكرها لأنه يفضل "ذكر المحاسن دون سواها."
الأمنيات لم تكن الوحيدة على المدونات ، ولكن كان للحقائق الموثقة -والتي تعكس نشاط شديد في مجتمع المدونين- تواجد قوي يمكن ملاحظته من خلال مدونة محمد "طق حنك" التي ضمت ما يشبه دراسة كاملة لأحوال العملية الانتخابية يتطرق فيها تفصيلياً لوقائع تزوير وبلطجة –لا أجزم بصحتها- في محافظات مصر ، لا يمكن أن يكون قد أعدها وحده ولكن بمساعدة آخرون ، بالإضافة إلى استناده لعناوين الأخبار في الصحف والمجلات الصادرة مؤخراً.
ويفرد محمد مساحة مثيرة للاهتمام في مدونته للأسباب التي تدفعه إلى عدم انتخاب الإخوان المسلمين وإلى "تحمل الحموضة الناتجة عن انتخاب يساري وضغط الدم الناتج عن انتخاب وفدي" ، في سبيل عدم تأييد الإخوان ويفسر موقفه من خلال عرض مختصر للحملات التي تبناها الإخوان المسلمون في الدورة الماضية والتي تتخلص في حملات ضد المجلات العارية والفيديو كليب وبعض الكتب المثيرة للجدل والمطالبة بـ"فلترة الإنترنت" ، ولكنه يوضح في النهاية أنه لن يؤيدهم ليس لتزمتهم الأخلاقي أو لمطاردتهم لسطور الكتب والروايات أو اهتمامهم المفرط بروبي أو نانسي عجرم ، ولكن لأنهم لا يناقشون قضايا حقيقية من وجهة نظره.
ومن ناحية أخرى يفرد محمد صفحة كاملة عن "كمال خليل" قراءتها تكفي للوقوع في غرامه وليس فقط انتخابه فهي تعكس إعجاب شديد بحماسه و"ابتسامته" التي بدت قاسماً مشتركاً يذكره كل مؤيديه.
أما زينب فتتخذ مدونتها "الوقائع المصرية" طابعاًُ إخبارياً ممزوجاً برأيها الخاص في تناول الانتخابات النيابية التي لم تكن آخر ما تناولته بالتغطية حيث تطرقت أيضاً لرحيل مصطفى العقاد قبل أيام ، وهو نوع من المدونات يتشابه مع آخر يمكنك التعرف عليه من خلال مدونة "آخر الأخبار" التي تكتفي صاحبتها بنقل الأخبار كما هي من مصادرها من وكالات أنباء أو مواقع إخبارية على الإنترنت دون إبداء رأي فيها.
بدت خيبة الأمل من نتائج الانتخابات النيابية واضحة في نبرة تامر صاحب مدونة "عقدة" الذي أعلن بوضوح متشائم أن الواقع أصبح أكثر عتمة عن ذي قبل منذ أن ظهرت نتائج الانتخابات باكتساح للحكومة والإخوان المسلمين ، ويمكن للقارئ بسهولة تتبع الغضب الذي يشعر به الكاتب تجاه الاحوال السياسية والسلبية الشعبية تجاه النظام الحاكم من خلال مشهد تخيلي ساخر لانتخابات الرئاسة القادمة عام 2009 يلعب فيه المدونون دوراً رئيسياً.
مدونات كثيرة سياسية وشخصية تضمها حلقة المدونين المصريين على الإنترنت The Egyptian blog ring والتي تضم بداخلها 212 مدونة باللغة الانجليزية و228 بالعربية و4 بالفرنسية ، تعبر عن مجتمع جديد آخذ في النمو ويتمتع بوعي عال لافت للانتباه وترابط ملحوظ ، ولكن تظل الفجوة واسعة بينه وبين السواد الأعظم من الشباب المصريين.
No comments:
Post a Comment