دعوات لتشكيل تحالف بين الحقوقيين والمدونين |
المشاركون ناقشوا سبل توفير الحماية القانونية للمدونين (الجزيرة نت) |
محمود جمعة-القاهرة
ما هو مدى مصداقية ما يكتبه المدونون في مدوناتهم؟ وهل يمكن اعتبار ما يرد في المدونات صحافة بالمعنى المهني؟ وكيف يمكن حماية المدونيين قانونيا من الملاحقات الأمنية بالدول العربية التي فرضت قيودا متعاظمة على النشر والتعبير بعد وثيقة تنظيم البث الفضائي؟ وما هي حقيقة الاتهام الموجه إلى المؤسسات الحقوقية العربية بأنها مؤسسات نخبوية ولا تقترب من قضايا الشارع العربي؟
أسئلة ومناقشات استمرت على مدى يومين في ورشة عمل نظمتها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان بالقاهرة، وحضرها نحو ثلاثين ناشطا حقوقيا وممثلون لمنابر إعلامية إلكترونية عربية ومدونون مستقلون من عشر دول عربية منها مصر والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن.
مظلة قانونية
المتحاورون خلصوا في نهاية نقاشاتهم لعدد من التوصيات، وصفها المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد بالإيجابية مثل "عمل خريطة على شبكة الإنترنت بأماكن السجون العربية التي يعتقل بها سجناء الرأي وتبادل المعلومات حولها، والتحرك الجماعي عبر الوسائط الإلكترونية لمواجهة ظاهرة الأخ الأكبر"، التي تتعامل بها الحكومات العربية مع قضايا حرية التعبير، والاستفادة مما يرد على المدونات من أخبار ذات مصداقية باعتبار أن المدونيين يمكن أن يصبحوا مصدرا مستقلا للأخبار.
وأشار عيد في حديثه للجزيرة نت، إلى أن الورشة خلصت إلى ضرورة حث منظمات حقوق الإنسان، للاستفادة من خبرة استخدام الإنترنت بفاعلية والتواصل مع المدونين وتوفير غطاء قانوني أو مظلة حماية لهؤلاء المدونين في مواجهة الهجمة الحكومية على الفضائيات وحرية التعبير.
وقال مينا زكري مدير برامج إن الورشة شهدت نقاشا إيجابيا بشأن سبل توفير الحماية القانونية للمدونين في ظل منظومة قوانين عربية أغلبها يقمع حرية التعبير.
تدريب المدونين
وقال زكري للجزيرة نت إن الاعلاميين الإلكترونيين أبدوا استعدادا لتدريب المدونين المهتمين بالعمل الإخباري، على نحو مهني لإكسابهم مزيدا من المصداقية والحرفية، مشيرا إلى أن الجلسات شهدت سجالا حول ضرورة اهتمام المنظمات الحقوقية بالقضايا الشعبوية التي تهم المواطن العربي وأن تنزل إلى الشارع العربي وتقلل من توجهاتها النخبوية.
وقال مدير وحدة البحوث والتطوير بموقع إسلام أون لاين وسام فؤاد إن المنصة التي يلتقي عليها التيار الحقوقي وتيار الإعلام الإلكتروني هي منصة التدوين، مطالبا بضرورة المراجعة الذاتية واختبار الحرفية والمهنية في الأداء فيما بين المدونيين دون أن يمر ذلك عبر آلية الضبط الحكومي.
وشدد في حديثه للجزيرة نت على ضرورة أن تترك خبرة التدوين لتتطور في إطار أهلي بعيدا عن محاولات القسر الحكومي، ودعا من سماهم بيوت الخبرة الإعلامية ذات الميول الأهلية للمشاركة في عملية تطوير التدوين بما يكفل الحفاظ على روح الذاتية والموضوعية.
واقترح خلق "مجتمع إلكتروني أهلي" يستند إلى ميثاق شرف ذاتي تكفل له نقاشات الأعضاء احترام المصداقية، بحيث يمكن أن يصبح المدونون مصادر إخبارية مستقلة في المستقبل القريب.
وبشأن خطورة حدوث اختراق أمني عن طرق المدونين، قال فؤاد إن عملية "التشبيك" أي الترابط والتفاعل القوي بين المدونين كفيل بمنع حدوث أي اختراقات أمنية على النحو الموجود في علاقة التنظيمات السياسية بالسلطات.
يشار إلى أن ممثلين لمؤسسات إعلامية عربية شاركت في الورشة منها موقع الجزيرة نت، والعربية نت، ومحيط، ونسيج، وإسلام أون لاين.