هل هناك 100 مليون بلوغ او مدونة حول العالم؟ الرقم قرأته على موقع «بلوغ هيرالد» الذي يرصد المدونات حول العالم، غير ان قراءتي كانت الشهر الماضي، فهل زادت المدونات مليوناً او اثنين منذ ذلك الحين؟ الملايين حقيقية، فموقع «تكنوكراتي» الذي يقدم خدمة مماثلة كان يرصد 9.35 مليون بلوغ في نيسان (ابريل) الماضي، فما حلت نهاية 2005 حتى كان على فهرسه حوالى 23 مليون بلوغ.
لا أرقام عربية مؤكدة، فالموقعان السابقان لا يرصدان المدونات العربية كمجموعة او بحسب الدول، الا ان «بلوغ هيرالد» يسجل وجود 700 ألف بلوغ في ايران اكثرها بالفارسية، ومئة ألف بلوغ في اسرائيل.
مع ذلك نالت المدونات العربية احتراماً كبيراً، وفازت بجوائز مهمة. وتعتبر جوائز «دويتش فيل» للمدونات الأشهر في العالم، وقد فاز بجائزة 2005 مدونة «احترام اكثر، أنا والدتك»، والعنوان مترجم عن البرتغالية. ولكن كانت هناك جوائز في اقسام محددة ففاز بجائزة «مراسلون خاصون بلا حدود» المدونة المصرية «منال وعلاء بت بكت»، واعتبر قضاة التحكيم هذه المدونة «شاهد طريق في حركة المدونات السياسية المصرية». وأعلن القضاة الجائزة خلال قمة المعلومات في تونس قبل شهرين، وكان الفوز المصري في وجه منافسة قوية من بلوغز صينية وإيرانية وكولومبية وتونسية.
وفي قسم آخر عن افضل المدونات باللغة العربية ذهبت الجائزة لمدونة «حوليات الأشجار» المصرية التي تعتبر اول مدونة مصرية ايضاً، ومنح مستخدمو الإنترنت الجائزة الفضية لمدونة «نسرين كور دي ليون»، أي قلب الأسد، التي تحكي الذكريات الحميمة لامرأة مغربية.
وكانت هناك جوائز اخرى يمنحها القراء لا قضاة، وجرى التصويت بين الخامس و 15 من الشهر الماضي وفاز في قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا سبع مدونات عراقية ومصرية ودبوية وسعودية (اثنتان) وإسرائيلية وإيرانية.
المدونات السابقة كلها سياسية، إما تطالب بتغيير النظام او حقوق المرأة، او تلجأ الى السخرية، وأشعر بأنني اعطيت السياسة اكثر من حقها فأكمل بأشياء خفيفة قرأتها على مدونات لم تفز بجوائز إلا انها تبقى خفيفة ظريفة.
مدونة «ايهات: احلام الفتاة التائهة» سجل علامات تدل على ان صاحبها اصيب بحمى الإدمان على المدونات العربية، وأختار منها:
- زوجتك طردتك من البيت لأنها عندما سألتك اين كنت قلت: مع «عزيزة اللذيذة» وهو اسم مدونة.
- اصبحت تكتب كلمة «وِيْبس» على اشارات المرور واللافتات، وتشعر بأنها ناقصة من دون «وِيبْس»، أي شبكة الإنترنت.
- تأخذ حبوباً مهدئة وترتعد عندما تسمع ان صاحب مدونتك المفضلة سيتوقف.
- تشترط قبل الزواج على العروس ان تقرأ مدونتك المفضلة لتضمن انها تفهمك.
- لا تستطيع النوم من دون ان تمسّي على صاحب مدونتك المفضلة.
وكان الموقع نفسه سجل علامات على الإصابة بحمى البلوغ العراقي بينها:
- في زحام السير تصرخ في السائقين الآخرين وتتهمهم بأنهم من بقايا البعث.
- تطلب الرقم 911 (الطوارئ) عندما يتوقف موقعك المفضل عن العمل اكثر من ثلاثة ايام.
- تشتري لكل فرد من عائلتك في العيد نسخة من كتاب «سلام باكس مذكرات سرية لرجل عراقي عادي».
- تحتاج الى علاج نفسي اذا لم يرد «سلام باكس» على رسائلك الإلكترونية.
ونشر بلوغ «طعمة» تحت عنوان «نصائح طعمة للزيجة الناعمة» ما سأحاول هنا اختصاره ونقله الى الفصحى ما أمكن:
- في فترة الخطوبة يجب ان تظهري امامه كأنك بنت بريئة لا تفهم شيئاً، واقنعيه بأنه هو الذي يعمل كل شيء، لأن الرجل يحب السيدة التي «تنفخ فيه».
- أي تنازل من ناحيتك، خصوصاً في الأمور المادية والإنفاق، يجب ان تشعريه بأنه تنازل وليس حقاً مكتسباً له حتى لا يجبرك على التنازل باستمرار.
- اياك ان تتكلمي في حاجة لا يريدها، وإنما اقنعيه بأنه مقتنع بها ويريدها لك.
- من اول يوم زواج عوّديه على مساعدتك في شغل البيت لأنكما «عصفورا حب». وإذا رفض اتهميه بأنه لا يحبك، وانه اشترى جارية وليس واحدة يحبها.
- لا تظهري امامه إعجابك بفنان، بل أوهميه انه دون جوان عصره.
- إياك ان تضعيه في موقع مقارنة مع رجل ثان، لأن هذا يعني ان تنهي حياتك الزوجية بيدك.
- اجعليه يحس بأن ليس له في الدنيا غيرك حتى لا يجري الى والدته مع كل مشكلة.
وفي النهاية ارجو أن أكون جعلت القارئ يفكر في بدء مدونة له، اذ يبدو ان الكل في العالم العربي صحافي أو «مشروع صحافي»، مع انني كنت أعتقد ان مهنتنا من نوع ما قال فيه الشاعر: «ومن البلية انه لا يشترى/ ويخان فيه مع الكساد ويسرق».
ربما كان السر ان كل ممنوع مرغوب.
No comments:
Post a Comment