Popular Posts

Monday, April 11, 2011

تأصيل فقهي لحرية تبادل المعلومة

تأصيل فقهي لحرية تبادل المعلومة
 مجموعة من المتحدثين بالندوة (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-مسقط

أكد فقهاء مشاركون بندوة "الفقه الإسلامي في عالم متغير" بالعاصمة العُمانية مسقط أن تبادل المعلومة حق أصيل للإنسان، وأن الحرية في الإسلام حق مكفول لجميع البشر.
 
واعتبر المشاركون حرية تداول المعلومة أحد أهم مظاهر الكرامة الإنسانية التي ضمنها الخالق لعباده، وتداولها يسهم في محاربة احتكارها ويعزز مبدأ الشفافية ويوسع نطاق المساءلة القانونية والمجتمعية ويمكن الإنسان من اتخاذ القرارات على بصيرة.
 
وفي ورقة قدمها للندوة بعنوان "الرؤية الفقهية وحرية تداول المعلومات" أوضح الدكتور بكلية الشريعة بجامعة الشارقة، عمر بن صالح عمر، أن حرية تداول المعلومات في الرؤية الفقهية هي حق الفرد في الحصول على المعلومات ونشرها ضمن الالتزام بالمسؤولية والموضوعية والصدق ومراعاة المصلحة الشرعية العامة والخاصة بما يراعي خصوصيات الأفراد وكرامتهم.

وأوضح أن تداول المعلومات يتأثر بالمذاهب العقيدية والفقهية والسياسية، والاتجاهات الفكرية والظروف الاجتماعية، ويؤثر فيها. 

 
حق
 عمر بن صالح عمر (الجزيرة نت)
وأكد عمر أن هناك "علاقة ندية" بين حرية تبادل المعلومة وحقوق الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان حريته في الكلمة  بقوله تعالى "لا إكراه في الدين".

وأضاف "طالما لا يُكره الإنسان في دينه فمن باب أولى ألا يُكره على ما دون ذلك، ولكن بضوابط أن لا ينجر عن تلك الحرية مفسدة وضرر بالآخرين".
 
واعتبر أن حرية تبادل المعلومة بالمنطقة العربية والإسلامية حرية منقوصة. وقال أيضا: في كثير من الدول العربية تكون المعلومة المتداولة مغلوطة عن قصد كأن يصرح مسؤول ما بأن وضع بلاده الاقتصادي بخير كما حدث بتونس قبل الثورة، غير أن الواقع ترتفع فيه البطالة وغيرها من المشكلات الاقتصادية بما يؤكد عدم شفافية المعلومة المتبادلة حينها.

وبدوره أوضح أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة باهشهر التركية الدكتور برهان كور أوغلو أن المعرفة هي أساس الفكر الإسلامي كون الرسالة المحمدية بدأت بكلمة "اقرأ" وأن القراءة تقود لمعرفة الإنسان بعالمه ومجتمعه وقبل ذلك بخالقه، وبالتالي الكلمة لها قدسيتها في الفكر الإسلامي.

وأكد أوغلو أهمية حرية الكلمة وتداولها طالما أن الإنسان كائن اجتماعي يريد أن يفهم ما حوله، فهو بالضرورة يحتاج الكلمة وفي مناخ من الحرية، واصفا المناخ في كثير من الدول الإسلامية والعربية بالمشحون بالخوف من الكلمة.
 
خاصية إنسانية
جانب من الحضور (الجزيرة نت)
كما تحدث  أستاذ الدراسات الإسلامية  بالجامعة اللبنانية، الدكتور رضوان السيد، معتبرا الإنتاج المعرفي والخبري خاصية من خصائص الإنسان بفطرته، فمن  حقه أن ينتج المعلومة من أي نوع طالما لا تضر بالمجتمع.

وتابع حديثه: ومن حق الإنسان كمتلق أن تصل إليه المعلومة دون حواجز احتراما لعقله كونه قادراً على التمييز وعلى التصرف، وله الحق في قبولها أو رفضها.

وأشار إلى أن واقع حرية تداول الكلمة بالمنطقة العربية بدأ في التغير نحو الأفضل، فصار الكثير من القائمين على العادات والأعراف ممن كانوا لا يحبون حرية تبادل المعلومة متقبلين ولو جزئيا للواقع المتغير الجديد في الانطلاق بالكلمة.

أما أستاذ أصول الفقه بجامعة الملك فهد للبترول بالسعودية، الدكتور مسفر القحطاني فدعا الفقهاء إلى تعزيز حرية تداول المعلومة باتباعهم ثلاثة محاور هي التثبيت بالتصحيح عند الخطأ والتأييد عند الصواب والتجريد عند وجود مشكلات في تواصل الناس بالمعلومة المتداولة.

No comments:

My Google Profile