قالت مسؤولة بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة إن ثمة "فجوة رقمية" بين الدول العربية، وأحيانا داخل الدولة الواحدة، حيث تتباين مستويات البنى التحتية لتقنية المعلومات وقدرات الأفراد على اقتناء التقنيات من مدينة إلى أخرى.
ففي تصريح للجزيرة نت قالت نجاة رشدي المنسقة الإقليمية لبرنامج تقنية المعلومات والاتصالات من أجل التنمية في المنطقة العربية (اقتدار)، إنه رغم أن مؤشرات الجهوزية المعلوماتية (e-readiness) في العالم العربي بصورة عامة ليست جيدة، وهي تشمل عدد مستخدمي الحواسيب وخريجي المعاهد التقنية وكلفة الاتصال بشبكة الإنترنت وغيرها، فإن ثمة تفاوتا شديدا بين الدول العربية في هذا الصدد.
وأضافت منسقة برنامج "اقتدار" المتأسس عام 2003 أن في المنطقة العربية بلدانا أسبق في ميدان الجهوزية المعلوماتية من غيرها، ثم تجد في الدولة الواحدة جيوبا ومناطق أكثر تقدما من غيرها.
وأكدت أن أي صورة لفجوة رقمية -سواء داخل المنطقة العربية أو بينها وبين العالم- هي امتداد لفجوات اقتصادية واجتماعية قائمة، وأنه لا يمكن معالجة الفرع إلا بمعالجة الجذور.
ورغم ذلك فإن ثمة تقنيات تخطت هذا التفاوت وحظيت بقبول متماثل تقريبا لدى كل الدول العربية، كالهواتف النقالة مثلا.
الهواتف النقالة
وأضافت المسؤولة الأممية أن الانتشار الواسع للهواتف النقالة يدفعنا للتفكير حول أسباب ذلك النجاح، لتكون هاديا لنا عند التخطيط لتقديم تقنيات أو وسائل جديدة لرأب الفجوة الرقمية في العالم العربي.
وعددت أسباب القبول الواسع للهواتف النقالة فذكرت أن هذه التقنية أثبتت بصورة ملموسة أنها تحسن الفرص الاقتصادية للأفراد. كذلك تم تحوير هذه التقنية وطريقة الحصول عليها لتتلاءما مع التقاليد المحلية. فالبطاقات المدفوعة مسبقا -مثلا- لا تختلف كثيرا عن أسلوب الادخار الفردي ثم الإنفاق من هذه المدخرات لاحقا، كما أن فرصة الحصول على هذه الخدمة أتيحت عبر مدى واسع من الخيارات تصلح لمستويات متباينة من الدخل.
وكان برنامج "اقتدار" -ومقره القاهرة- قد تأسس في أعقاب تقرير التنمية البشرية للمنطقة العربية لعام 2002 والذي ركز على دور مجتمع المعلومات في تحسين الفرص الاقتصادية للأفراد وترسيخ ممارسات الحكم الصالح في المنطقة.
ويتمحور البرنامج حول تسخير تقنية المعلومات والاتصالات لمعالجة مشكلات الفقر والفجوة الرقمية وتحسين أداء القطاعين الحكومي والخاص.
ومن هذه البرامج برنامج "أجيالكم" لتحسين المهارات التقنية للشباب العرب وتعريفهم بحقوق المواطنة وواجباتها. ولهذا البرنامج مراكز تدريب في سوريا ومصر والمغرب واليمن.
وهناك أيضا برنامجا "مشروعاتي" لتحسين أداء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، و"اقترب" لمساعدة ضعاف البصر في الحصول على المعرفة عبر تقنيات وتطبيقات متخصصة، وذلك من خلال مراكز دشنت حتى الآن في مصر وسوريا.
_________
No comments:
Post a Comment